القدس، بيت لحم – ١٦ / ١٢ / ٢٠٢٤
من قلب معاناتنا الفلسطينية، من جميع الفلسطينيين، ومن الفلسطينيين المسيحيين، من كل كنائس فلسطين والأرض المقدسة، ومن قلب كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم، قلب إيماننا ورجائنا ومحبتنا. إلى جميع إخوتنا في سوريا، وإلى جميع إخوتنا المسيحيين في سوريا، في هذه الأيام العصيبة، نوجه رسالتنا هذه، رسالة أخوة
ومحبة لكم جميعا. لقد شاء الله أن تنتهي في سوريا حرب طويلة نعرف كلنا معاناتها، لمن بقوا في البلاد ولمن اضطروا إلى هجرتها.
رافقناكم بصلواتنا في سنوات الحرب والدمار، ولجميعكم صلينا إلى الإله القدير الرحيم أن يرحمكم ويمنحكم الصبر والثبات، في وسط شدتكم.
والآن نحمد الله معكم، أنْ توقفت الحرب، ونأمل أن يتوقف الموت وأن تنتهي الاعتداءات على سوريا، بل والأطماع الاستعمارية أيضًا. كما قال د. ميشيل عبس، أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط: نحن "ضحية مؤامرات حيكت ضدنا في أقبية الدولة العميقة التي تسيطر على مقدرات العالم وتلتهم شعوبها. كل ما يجري ليس صدفة... هل يعي الغرب المسيحي ان المؤامرة التي حاكها وينفذها، انما تستهدف منبع قيمه وايمانه الذين جعلوه على ما هو عليه اليوم؟"
ومع ذلك كله نصلي ونأمل أن تبدأ سوريا مرحلة بناء وسلام جديدة، تعد بالخير لكل أبناء وبنات سوريا الحبيبة.
والآن وقد عدتم جميعًا إلى بداية مرحلة بناء وسلام جديدة نسأله تعالى أن يثبتكم في إيمانكم ورجائكم ومحبتكم للناس أجمعين، وأن يلهم أصحاب الحكم الجديد فيكم، صُنعَ السلام الذي تحتاج إليه سوريا. نسأله تعالى أن يلهم الجميع رؤية الإنسان كما خلقه الله، كرامتُه من كرامته تعالى، ومتساويًا بالكرامة مع جميع إخوته، أبناء سوريا، لا فرق بينهم. كلهم إخوة وكلهم سوريا. ونسأله تعالى أن يعيد سوريا إلى سابق مجدها وازدهارها، بلدًا عزيزًا، آمنا، بحكَّامها الرشيدين وأبنائها المتحدين والآمنين، مؤمنين بالله وبالوطن.
وإذ نقترب من عيد الميلاد، نسأله تعالى أن يجعل فرح الميلاد يعمُّ سوريا، فيُسمعَ في سمائها ملائكة السلام يترنمون بمجد الله وبسلام الإنسان على الأرض، فتكون سوريا مكان رحمة الله وعدله وسلامه، لنفسها، ولنا، وللبشرية جمعاء.
اخوتكم
المبادرة المسيحية الفلسطينية - كايروس فلسطين